أبو سُفيان
المُغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب ( ت 15 أو 20 هـ / 636 أو 641م )، من شعراء صدر الإسلام، وابن عم النبيّ صلّى الله عليه وآله وصاحبه.
حدث اختلاف في اسمه، فقد سمّاه أغلب المؤرخين كابن هشام وابن سعد: المغيرة، بينما اعتبر آخرون كابن عبدالبرّ وابن الأثير المغيرةَ اسم أخيه. وكما يستفاد من مقطوعة هجاء لحُسّان بن ثابت فقد كانت أمه جارية تدعى سميّة، وفي رواية أخرى غَزّية وكانت من نساء قريش.
ولد أبو سفيان في الليلة التي ولد فيها النبيّ صلّى الله عليه وآله، وقيل إنه كان شبيهاً بالنبيّ. وكان أخا النبيّ صلّى الله عليه وآله من الرضاعة أيضاً ويألف النبيّ صلّى الله عليه وآله ويأنس به في طفولته، إلاّ أنه أصبح بعد البعثة في عداد ألد أعداء النبيّ صلّى الله عليه وآله وتعاون مع المشركين في محاربته صلّى الله عليه وآله.
هجا أبو سفيان بالاتفاق مع ابن الزِّبَعرى وعمرو بن العاص، النبيَّ صلّى الله عليه وآله، وقد ردّ على هجائه حسّانُ بن ثابت بهجاء مماثل. ولدى انتصار المسلمين وهزيمة المشركين في حرب بدر ألقى أبو سفيان بحضور أبي لهب خطبة بليغة وصف فيها ما جرى. ومع كل ذلك، انطلق قبل قليل من فتح مكة مصطحباً أسرته إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله في الأبواء. ولم يُعبأ به بادئ الأمر، إلا أنّه أعلن إسلامه بعد ذلك، ونادى عليّ عليه السّلام بأمر من النبيّ صلّى الله عليه وآله أن الله ورسوله قد غفر لأبي سفيان فلترضوا عنه. وبدوره نَظَم أبو سفيان شعراً يعتذر فيه عمّا بدر منه ويمدح النبيّ صلّى الله عليه وآله.
شارك في حرب حُنين وكان واحداً من المعدودين الذين ثبتوا إلى جانب النبيّ صلّى الله عليه وآله نهاية الحرب كان ممن حصل على سهم أكبر من الغنيمة. وبعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وفي نظم قصيدة في رثائه.
توفي أبو سفيان ـ في رواية ـ أوائل حكم عمر سنة 15 هـ، وفي روايات أُخَر سنة 20 هـ ودفن بالبقيع. نقل الذهبي عن طريقه حديثاً واحداً.