أبو دُجانَة
سِماك بن (أوس بن) خَرَشة بن لَوْذان ( ت 12 هـ / 633 م ) من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله. كان من الأنصار ومن قبيلة بني ساعدة. شهد بدراً وأحداً وجميع المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله. أعطاه الرسول صلّى الله عليه وآله في يوم أحد سيفاً، وقد أبدى شجاعة فائقة وصموداً في المعارك، وهو من الأصحاب المعدودين الذين لم يتخلّوا عن الرسول صلّى الله عليه وآله رغم تقدم قريش وانتصارها، ولهذا السبب دعا له الرسول صلّى الله عليه وآله.
وفي سنة 4 هـ قسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله ما أفاءَ الله عليه من يهود بني النَّضير بعد انتصار المسلمين عليهم، بين المهاجرين ولم يُعطِ أحداً من الأنصار من ذلك الفيء شيئاً، إلاّ رجلَين كانا محتاجَين؛ سَهل بن حُنيف وأبا دُجانة.
وبعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله شارك أبو دجانة عام 12هـ في وقعة اليرموك، وعندما لجأ أنصار مُسيلَمة الكذّاب إلى حديقةٍ لهم، حَرّض المسلمين بكل بَسالة على قتالهم، واستطاع المسلمون إثر صموده وشجاعته أن يدخلوا إلى الحديقة. وقيل إنه جَرَح مسيلمةَ وقاتل قتالاً شديداً حتّى استشهد. كما قيل إنّه استشهد على يد مسليمة.
وقد أدى الخلط بين أبي دُجانة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسِماك بن مَخرَمة الأسدي الذي كان رئيس العثمانية وممن فارق علياً عليه السّلام؛ أو سماك بن خَرَشة الجُعفي، إلى أن يظن البعض أنه شَهِد صِفّين.
كما أورد الطبري اسم سِماك بن خَرَشة الأنصاري، وذكر أنه شهد فتوح بعض مناطق إيران، إلاّ أنّه لم يحمل كنية أبي دجانة. ويرى بعض الباحثين أن سماك بن خرشة الأنصاري المذكور في تاريخ الطبري قد اختلقه سيف بن عمر التميمي.